لا شك أن عقد العمل عن بُعد هو حصاد ما أسفرت عنه الثورة التكنولوجية الجديدة، والتى كنا في أمس الحاجة إليها؛ لتطوير نظم المعلومات، ومواجهة التحديات، ومواكبة العصر. ولا شك أن هذا التطور كان له طيب الأثر على التطورات الاقتصادية، والاجتماعية أيضًا، وقد تمت الاستفادة منه إيجابيًا. ودخل العالمُ عصرًا جديداً يسمى عصر الإلكترونيات، وشبكة المعلومات العالمية، والانترنت، والتجارة الإلكترونية. وقدْ ساعدتْ ثورةُ تكنولوجيا المعلوماتِ على الاندماجِ بين المعلوماتِ والاتصالِ عن بُعدٍ، وظهورِ ما يسمى بالمعلوماتية La télématique أي: جعل العالمَ كلَه وحدةً صغيرةً. وقدْ جعلَ التطورُ التكنولوجي عقدَ العملِ عن بُعدٍ من أيسرِ الطرقِ؛ لإبرامِ العقودِ حيث أن النمطَ الحديثَ من العقودِ القانونيةِ يَتسمُ بسماتٍ تميزُهُ عن عقودِ العملِ التقليديةِ. وهذا التطورُ التكنولوجي زاد من فرص العمل بنسبة كبيرة، وإن كانتْ لم تصلْ النسبُ بعدُ للدرجةِ المطلوبةِ. إلا أننا نُعلي نُشيدُ بهذا التطورِ الهائلِ. وخاصةً إذا اهتمَ المشرعُ بوضعِ نصوصًا قانونيةً تؤكدُ على ضماناتِ العاملِ في مثلِ هذهِ العقودِ.