ترتب على الاستغلال غير المسئول لمختلف عناصر الطبيعة، تهديدات حقيقية لمستقبل البشرية جمعاء، حيث اختل التوازن البيئي وارتفعت درجة حرارة الأرض وكثرت الفيضانات وحرائق الغابات وانقرضت العديد من الاصناف النباتية والحيوانية وانتشرت الأوبئة وتفشت الأمراض وتعددت الكوارث الطبيعية بمختلف أنواعها( ). ولم تقتصر هذه التهديدات على نطاق دول بذاتها ولم تتوقف عند حدود جغرافية معينة، لدرجة نستطيع القول معها أن الإنسانية تبدو على مُفترق طرق( )، وأننا أصبحنا نتحرك نحو تغييرات مُفاجئة وجذرية ولا يُمكن السيطرة عليها في الظروف المعيشية الحالية. وقد جاء هذا المعنى في دراسة مهمة قامت بها مجموعة مكونة من 22 عالماً متخصصاً من جميع أنحاء العالم( )، حين أكدت أن كوكب الأرض أصبح يواجه تغيراً كوكبياً، وبات قريباً إلى ما يمكن أن يطلق عليه " نقطة تحول " عالمية، والتي من شأنها أن تُغرق العالم في وضع له عواقب وخيمة. وترى هذه المجموعة من الباحثين أننا أصبحنا نقترب بشكل خطير مما يُسَمَى "الحدود الكوكبية frontières planétaires "( )، والتي تم بالفعل تجاوز بعضها. وأننا خارج هذه الحدود، سوف نغرق في المجهول.